روائع مختارة | روضة الدعاة | الدعاة.. أئمة وأعلام | خالد بن الوليد.. سيف الله المسلول

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > الدعاة.. أئمة وأعلام > خالد بن الوليد.. سيف الله المسلول


  خالد بن الوليد.. سيف الله المسلول
     عدد مرات المشاهدة: 4533        عدد مرات الإرسال: 0

خالد بن الوليد.. سيف الله المسلول

قال عمر بن الخطاب:  " عجزت النساء أن يلدن مثل خالد ".

هو خالد بن الوليد بن المغيرة، المخزومي القرشي، أبو سليمان000كان اسلامه في شهر صفر سنة ثمان من الهجرة000حيث قال الرسول - صلى الله عليه وسلم-:  "الحمد لله الذي هداك، قد كنت أرى لك عقلا لا يسلمك الا الى الخير "

إسلامه:

و تعود قصة اسلام خالد الى ما بعد معاهدة الحديبية حيث أسلم أخوه الوليد بن الوليد، ودخل الرسول - صلى الله عليه وسلم- مكة في عمرة القضاء فسأل الوليد عن أخيه خالد، فقال:  " أين خالد؟ " فقال الوليد:  (يأتي به الله) فقال النبي:  - صلى الله عليه وسلم-:  " ما مثله يجهل الاسلام، ولو كان يجعل نكايته مع المسلمين على المشركين كان خيرا له.

ولقدمناه على غيره" فخرج الوليد يبحث عن أخيه فلم يجده، فترك له رسالة قال فيها:  (بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فأني لم أرى أعجب من ذهاب رأيك عن الاسلام وعقلك عقلك، ومثل الاسلام يجهله أحد؟ !.

وقد سألني عنك رسول الله، فقال أين خالد - - وذكر قول النبي - صلى الله عليه وسلم- فيه - - ثم قال له:  فاستدرك يا أخي ما فاتك فيه، فقد فاتتك مواطن صالحة) 00وقد كان خالد - رضي الله عنه- يفكر في الاسلام، فلما قرأ رسالة أخيه سر بها سرورا كبيرا، وأعجبه مقالة النبي - صلى الله عليه وسلم- فيه، فتشجع و أسلم0

يقول خالد عن رحلته من مكة الى المدينة:  (وددت لو أجد من أصاحب، فلقيت عثمان بن طلحة فذكرت له الذي أريد فأسرع الإجابة، وخرجنا جميعا فأدلجنا سحرا، فلما كنا بالسهل إذا عمرو بن العاص، فقال:  مرحبا بالقوم، قلنا:  وبك، قال:  أين مسيركم؟ فأخبرناه، وأخبرنا أيضا أنه يريد النبي ليسلم، فاصطحبنا حتى قدمنا المدينة أول يوم من صفر سنة ثمان.

فلما اطلعت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سلمت عليه بالنبوة فرد على السلام بوجه طلق، فأسلمت وشهدت شهادة الحق، وحينها قال الرسول - صلى الله عليه وسلم-:  (الحمد لله الذي هداك، قد كنت أرى لك عقلا لا يسلمك الا الى الخير) وبايعت الرسول وقلت:  (استغفر لي كل ما أوضعت فيه من صد عن سبيل الله).

فقال:  (إن الإسلام يجب ما كان قبله)  فقلت:  (يا رسول الله على ذلك) فقال:  00اللهم اغفر لخالد بن الوليد كل ما أوضع فيه من صد عن سبيلك وتقدم عمرو بن العاص، وعثمان بن طلحة، فأسلما وبايعا رسول الله).

غزوة مؤتة: 

كانت غزوة مؤتة أول غزوة شارك فيها خالد، وقد قتل قادتها الثلاثة:  زيد بن حارثة، ثم جعفر بن أبي طالب، ثم عبدالله بن رواحة - رضي الله عنهم- ، فسارع الى الراية (ثابت بن أقرم) 00فحملها عاليا وتوجه مسرعا الى خالد قائلا له:  (خذ اللواء يا أبا سليمان) فلم يجد خالد أن من حقه أخذها فاعتذر قائلا:  (لا، لا آخذ اللواء أنت أحق به، لك سن وقد شهدت بدرا).

فأجابه ثابت:  (خذه فأنت أدرى بالقتال مني، ووالله ما أخذته إلا لك) 0ثم نادى بالمسلمين:  (أترضون إمرة خالد؟ ) 000الوا:  (نعم) 000فأخذ الراية خالد وأنقذ جيش المسلمين، 00وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما أخبر الصحابة بتلك الغزوة: 

(أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ الراية جعفر فأصيب، ثم أخذ الراية ابن رواحة فأصيب، 000وعيناه - صلى الله عليه وسلم- تذرفان000، حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم) 000000فسمي خالد من ذلك اليوم سيف الله000

جهاده: 

وشارك في فتح مكة وفي حروب الردة وبالذات في معركة اليمامة حين استطاع أن يضع حدا لمسيلمة الكذاب وأعوانه، 0 في فتح بلاد الفرس استهل خالد عمله بارسال كتب إلى جميع ولاة كسرى ونوابه على ألوية العراق ومدائنه:  - (بسم الله الرحمن الرحيم، من خالد بن الوليد الى مرازبة فارس، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد فالحمدلله الذي فض خدمكم، وسلب ملككم، ووهّن كيدكم، من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا.

وأكل ذبيحتنا فذلكم المسلم، له ما لنا وعليه ما علينا، إذا جاءكم كتابي فابعثوا إلي بالرّهُن واعتقدوا مني الذمة، 0وإلا فوالذي لا إله غيره لأبعثن إليكم قوما يحبون الموت كما تحبون الحياة! ! )

وعندما جاءته أخبار الفرس بأنهم يعدون جيوشهم لمواجهته لم ينتظر، وإنما سارع ليقابلهم في كل مكان محققا للإسلام النصر تلو الآخر0 0ولم ينس أن يوصي جنوده قبل الزحف:  (لاتتعرضوا للفلاحين بسوء، دعوهم في شغلهم آمنين، إلا أن يخرج بعضهم لقتالكم، فآنئذ قاتلوا المقاتلين) 0
 

معركة اليرموك وبطولاتها:

إمرة الجيش: أولى أبوبكر الصديق إمرة جيش المسلمين لخالد بن الوليد ليواجهوا جيش الروم الذي بلغ مائتي ألف مقاتل وأربعين ألفا، فوقف خالد بجيش المسلمين خاطباً:  (إن هذا يوم من أيام الله لا ينبغي فيه الفخر ولا البغي، أخلصوا جهادكم وأريدوا الله بعملكم، وتعالوا نتعاور الإمارة، فيكون أحدنا اليوم أميراً والآخر غداً، والآخر بعد غد، حتى يتأمر كلكم

تأمين الجيش: 

وقبل أن يخوض خالد القتال كان يشغل باله احتمال أن يهرب بعض أفراد جيشه بالذات من هم حديثي عهد بالإسلام  من أجل هذا ولأول مرة دعا نساء المسلمين وسلمهن السيوف، وأمرهن بالوقوف خلف صفوف المسلمين وقال لهن (من يولي هاربا، فاقتلنه).

خالد و ماهان الروماني: 

وقبيل بدء القتال طلب قائد الروم أن يبرز إليه خالد، 000 وبرز إليه خالد، في الفراغ الفاصل بين الجيشين، وقال (ماهان) قائد الروم (قد علمنا أنه لم يخرجكم من بلادكم إلا الجهد والجوع فإن شئتم أعطيت كل واحد منكم عشرة دنانير وكسوة وطعاما، وترجعون إلى بلادكم، وفي العام القادم أبعث إليكم بمثلها! ) .

وأدرك خالد ما في كلمات الرومي من سوء الأدب ورد قائلا (إنه لم يخرجنا من بلادنا الجوع كما ذكرت، ولكننا قوم نشرب الدماء، وقد علمنا أنه لا دم أشهى ولا أطيب من دم الروم، فجئنا لذلك! ) 000وعاد بجواده الى صفوف الجيش ورفع اللواء عاليا مؤذنا بالقتال:  (الله أكبر، هبي رياح الجنة).
 

من البطولات:

ودار قتال قوي، وبدا للروم من المسلمين مالم يكونوا يحتسبون، ورسم المسلمون صورا تبهر الألباب من فدائيتهم وثباتهم فها هو خالد غلى رأس مائة من جنده ينقضون على أربعين ألف من الروم ويصيح بهم والذي نفسي بيده ما بقي من الروم من الصبر والجلد إلا ما رأيتم، وإني لأرجو أن يمنحكم الله أكتافهم) وبالفعل انتصر المائة على الأربعين ألف.

خالد وجرجه الروماني: 

وقد انبهر القادة الروم من عبقرية خالد في القتال، مما حمل (جرجه) أحد قادتهم للحديث مع خالد، حيث قال له:  (يا خالد اصدقني، ولا تكذبني فإن الحر لا يكذب.

هل أنزل الله على نبيكم سيفا من السماء فأعطاك إياه فلا تسله على أحد إلا هزمته قال خالد:  (لا) قال الرجل:  (فبم سميت سيف الله؟) قال خالد:  (إن الله بعث فينا رسوله.

فمنا من صدقه ومنا من كذب، وكنت فيمن كذب حتى أخذ الله قلوبنا إلى الإسلام، وهدانا برسوله فبايعناه، فدعا لي الرسول، وقال لي (أنت سيف من سيوف الله) فهكذا سميت سيف الله).

قال القائد الروماني:  (وإلام تدعون؟ ) قال خالد:  (إلى توحيد الله وإلى الإسلام) قال:  (هل لمن يدخل في الإسلام اليوم مثل مالكم من المثوبة والأجر؟ ) قال خالد:  (نعم وأفضل) قال الرجل:  (كيف وقد سبقتموه؟) قال خالد:  (لقد عشنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ورأينا آياته ومعجزاته وحق لمن رأى ما رأينا، وسمع ما سمعنا أن يسلم في يسر، أما أنتم يا من لم تروه ولم تسمعوه ثم آمنتم بالغيب .

فإن أجركم أجزل وأكبر إذا صدقتم الله سرائركم ونواياكم) وصاح القائد الروماني وقد دفع جواده إلى ناحية خالد ووقف بجواره:  (علمني الإسلام يا خالد! ) وأسلم وصلى لله ركعتين لم يصل سواهما، وقاتل جرجه الروماني في صفوف المسلمين مستميتا في طلب الشهادة حتى نالها وظفر بها

وفاة أبوبكر: 

في أثناء قيادة خالد - رضي الله عنه- معركة اليرموك التي هزمت فيها الامبراطورية الرومانية توفي أبوبكر الصديق - رضي الله عنه- ، وتولى الخلافة بعده عمر - رضي الله عنه- ، وقد ولى عمر قيادة جيش اليرموك لأبي عبيدة بن الجراح أمين هذه الأمة وعزل خالد.

وصل الخطاب الى أبىعبيدة فأخفاه حتى انتهت المعركة، ثم أخبر خالدا بالأمر فلم يغضب خالد - رضي الله عنه-، بل تنازل في رضى وسرور، لأنه كان يقاتل لله وحده لايبغي من وراء جهاده أي أمر من أمور الدنيا.
 
قلنسوته: 

 سقطت منه قلنسوته يوم اليرموك، فأضنى نفسه والناس في البحث عنها فلما عوتب في ذلك قال:  (إن فيها بعضا من شعر ناصية رسول الله وإني أتفاءل بها وأستنصر).
 
وفاة خالد:

استقر خالد في حمص - من بلاد الشام- فلما جاءه الموت، وشعر بدنو أجله، قال:  لقد شهدت مائة معركة أو زهاءها، وما في جسدي شبر الا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم، أو طعنة برمح، وهأنذا أموت على فراشي كما يموت البعير.

ألا فلا نامت أعين الجبناء.

وكانت وفاته سنة احدى وعشرين من الهجرة النبوية 000مات من قال عنه الصحابة:  (الرجل الذي لا ينام، ولا يترك أحدا ينام) 000وأوصى بتركته لعمر بن الخطاب والتي كانت مكونة من فرسه وسلاحه.
 

المصدر: بوابة نسيج